1
طَسِٓمِّٓۖ تِلْكَ ءَايَٰتُ اُ۬لْكِتَٰبِ اِ۬لْمُبِينِۖ
﴿1﴾
نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوس۪ىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٖ يُومِنُونَۖ
﴿2﴾
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِے اِ۬لَارْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاٗ يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِۦ نِسَآءَهُمُۥٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ اَ۬لْمُفْسِدِينَۖ
﴿3﴾
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى اَ۬لذِينَ اَ۟سْتُضْعِفُواْ فِے اِ۬لَارْضِ وَنَجْعَلَهُمُۥٓ أَئِمَّةٗ وَنَجْعَلَهُمُ اُ۬لْوَٰرِثِينَ
﴿4﴾
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِے اِ۬لَارْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَۖ
﴿5﴾
وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوس۪ىٰٓ أَنَ اَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِے اِ۬لْيَمِّ وَلَا تَخَافِے وَلَا تَحْزَنِےٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ اَ۬لْمُرْسَلِينَۖ
﴿6﴾
فَالْتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاٗ وَحَزَناًۖ اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٕينَۖ
﴿7﴾
وَقَالَتِ اِ۪مْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٖ لِّے وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُۖ عَس۪ىٰٓ أَنْ يَّنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَداٗ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَۖ
﴿8﴾
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوس۪ىٰ فَٰرِغاً اِن كَٰدَتْ لَتُبْدِے بِهِۦ لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ اَ۬لْمُومِنِينَۖ
﴿9﴾
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِۦ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَۖ
﴿10﴾
۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ اِ۬لْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلَ اَدُلُّكُمْ عَلَىٰٓ أَهْلِ بَيْتٖ يَكْفُلُونَهُۥ لَكُمْ وَهُمْ لَهُۥ نَٰصِحُونَۖ ﴿11﴾ فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَےْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اَ۬للَّهِ حَقّٞۖ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَۖ ﴿12﴾ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَاسْتَو۪ىٰٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْماٗ وَعِلْماٗۖ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِے اِ۬لْمُحْسِنِينَۖ ﴿13﴾ وَدَخَلَ اَ۬لْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٖ مِّنَ اَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَٰنِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِۦۖ فَاسْتَغَٰثَهُ اُ۬لذِے مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى اَ۬لذِے مِنْ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوس۪ىٰ فَقَض۪ىٰ عَلَيْهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ اِ۬لشَّيْطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞۖ ﴿14﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّے ظَلَمْتُ نَفْسِے فَاغْفِرْ لِےۖ فَغَفَرَ لَهُۥٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لْغَفُورُ اُ۬لرَّحِيمُۖ ﴿15﴾ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنَ اَكُونَ ظَهِيراٗ لِّلْمُجْرِمِينَۖ ﴿16﴾ فَأَصْبَحَ فِے اِ۬لْمَدِينَةِ خَآئِفاٗ يَتَرَقَّبُ فَإِذَا اَ۬لذِے اِ۪سْتَنصَرَهُۥ بِالَامْسِ يَسْتَصْرِخُهُۥۖ قَالَ لَهُۥ مُوس۪ىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِيّٞ مُّبِينٞۖ ﴿17﴾ فَلَمَّآ أَنَ اَرَادَ أَنْ يَّبْطِشَ بِالذِے هُوَ عَدُوّٞ لَّهُمَا قَالَ يَٰمُوس۪ىٰٓ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِے كَمَا قَتَلْتَ نَفْساَۢ بِالَامْسِۖ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّاراٗ فِے اِ۬لَارْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ اَ۬لْمُصْلِحِينَۖ ﴿18﴾ وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنَ اَقْصَا اَ۬لْمَدِينَةِ يَسْع۪ىٰۖ قَالَ يَٰمُوس۪ىٰٓ إِنَّ اَ۬لْمَلَأَ يَاتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجِ اِنِّے لَكَ مِنَ اَ۬لنَّٰصِحِينَۖ ﴿19﴾ فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاٗ يَتَرَقَّبُۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِے مِنَ اَ۬لْقَوْمِ اِ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿20﴾
۞ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَس۪ىٰ رَبِّيَ أَنْ يَّهْدِيَنِے سَوَآءَ اَ۬لسَّبِيلِۖ ﴿21﴾ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةٗ مِّنَ اَ۬لنَّاسِ يَسْقُونَ ﴿22﴾ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ اُ۪مْرَأَتَيْنِ تَذُودَٰنِۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسْقِے حَتَّىٰ يُصْدِرَ اَ۬لرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٞ كَبِيرٞۖ ﴿23﴾ فَسَق۪ىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلّ۪ىٰٓ إِلَى اَ۬لظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّے لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٖ فَقِيرٞۖ ﴿24﴾ فَجَآءَتْهُ إِحْد۪يٰهُمَا تَمْشِے عَلَى اَ۪سْتِحْيَآءٖۖ قَالَتِ اِنَّ أَبِے يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَاۖ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيْهِ اِ۬لْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ اَ۬لْقَوْمِ اِ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿25﴾ قَالَتِ اِحْد۪يٰهُمَا يَٰٓأَبَتِ اِ۪سْتَٰجِرْهُۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اِ۪سْتَٰجَرْتَ اَ۬لْقَوِيُّ اُ۬لَامِينُۖ ﴿26﴾ قَالَ إِنِّيَ أُرِيدُ أَنُ ا۟نكِحَكَ إِحْدَى اَ۪بْنَتَيَّ هَٰتَيْنِ عَلَىٰٓ أَن تَاجُرَنِے ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ فَإِنَ اَتْمَمْتَ عَشْراٗ فَمِنْ عِندِكَۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنَ اَشُقَّ عَلَيْكَۖ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اَ۬للَّهُ مِنَ اَ۬لصَّٰلِحِينَۖ ﴿27﴾ قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِے وَبَيْنَكَۖ أَيَّمَا اَ۬لَاجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَٰنَ عَلَيَّۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞۖ ﴿28﴾
۞ فَلَمَّا قَض۪ىٰ مُوسَى اَ۬لَاجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ اِ۬لطُّورِ نَاراٗۖ قَالَ لِأَهْلِهِ اِ۟مْكُثُوٓاْ إِنِّيَ ءَانَسْتُ نَاراٗ لَّعَلِّيَ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ اَوْ جِذْوَةٖ مِّنَ اَ۬لنّ۪ارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَۖ ﴿29﴾ فَلَمَّآ أَت۪يٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِےِٕ اِ۬لْوَادِ اِ۬لَايْمَنِ فِے اِ۬لْبُقْعَةِ اِ۬لْمُبَٰرَكَةِ مِنَ اَ۬لشَّجَرَةِ أَنْ يَّٰمُوس۪ىٰٓ إِنِّيَ أَنَا اَ۬للَّهُ رَبُّ اُ۬لْعَٰلَمِينَ ﴿30﴾ وَأَنَ اَلْقِ عَصَاكَۖ فَلَمَّا ر۪ء۪اهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلّ۪ىٰ مُدْبِراٗ وَلَمْ يُعَقِّبْۖ يَٰمُوس۪ىٰٓ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفِۖ اِنَّكَ مِنَ اَ۬لَامِنِينَۖ ﴿31﴾ اَ۟سْلُكْ يَدَكَ فِے جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوٓءٖۖ وَاضْمُمِ اِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ اَ۬لرَّهَبِۖ فَذَٰنِكَ بُرْهَٰنَٰنِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۖ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماٗ فَٰسِقِينَۖ ﴿32﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّے قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساٗ فَأَخَافُ أَنْ يَّقْتُلُونِ ﴿33﴾ وَأَخِے هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّے لِسَاناٗ فَأَرْسِلْهُ مَعِے رِداٗ يُصَدِّقْنِےٓۖ إِنِّيَ أَخَافُ أَنْ يُّكَذِّبُونِۦۖ ﴿34﴾ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَٰناٗ فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ أَنتُمَا وَمَنِ اِ۪تَّبَعَكُمَا اَ۬لْغَٰلِبُونَۖ ﴿35﴾ فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوس۪ىٰ بِـَٔايَٰتِنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّا سِحْرٞ مُّفْتَرىٗ وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِےٓ ءَابَآئِنَا اَ۬لَاوَّلِينَۖ ﴿36﴾ وَقَالَ مُوس۪ىٰ رَبِّيَ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِالْهُد۪ىٰ مِنْ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ اُ۬لدّ۪ارِۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ اُ۬لظَّٰلِمُونَۖ ﴿37﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنِ اِلَٰهٍ غَيْرِے فَأَوْقِدْ لِے يَٰهَامَٰنُ عَلَى اَ۬لطِّينِ فَاجْعَل لِّے صَرْحاٗ لَّعَلِّيَ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوس۪ىٰ وَإِنِّے لَأَظُنُّهُۥ مِنَ اَ۬لْكَٰذِبِينَۖ ﴿38﴾
۞ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِے اِ۬لَارْضِ بِغَيْرِ اِ۬لْحَقِّ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمُۥٓ إِلَيْنَا لَا يَرْجِعُونَۖ ﴿39﴾ فَأَخَذْنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذْنَٰهُمْ فِے اِ۬لْيَمِّۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ اُ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿40﴾ وَجَعَلْنَٰهُمُۥٓ أَئِمَّةٗ يَدْعُونَ إِلَى اَ۬لنّ۪ارِۖ وَيَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ لَا يُنصَرُونَۖ ﴿41﴾ وَأَتْبَعْنَٰهُمْ فِے هَٰذِهِ اِ۬لدُّنْي۪ا لَعْنَةٗۖ وَيَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ اَ۬لْمَقْبُوحِينَۖ ﴿42﴾ وَلَقَدَ اٰتَيْنَا مُوسَى اَ۬لْكِتَٰبَ مِنۢ بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا اَ۬لْقُرُونَ اَ۬لُاول۪ىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىٗ وَرَحْمَةٗ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَۖ ﴿43﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ اِ۬لْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى اَ۬لَامْرَۖ وَمَا كُنتَ مِنَ اَ۬لشَّٰهِدِينَۖ ﴿44﴾ وَلَٰكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناٗ فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ اُ۬لْعُمُرُۖ وَمَا كُنتَ ثَاوِياٗ فِےٓ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتِنَاۖ وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَۖ ﴿45﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ اِ۬لطُّورِ إِذْ نَادَيْنَاۖ وَلَٰكِن رَّحْمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماٗ مَّآ أَت۪يٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَۖ ﴿46﴾ وَلَوْلَآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتَ اَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلَآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاٗ فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ اَ۬لْمُومِنِينَۖ ﴿47﴾ فَلَمَّا جَآءَهُمُ اُ۬لْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلَآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوس۪ىٰٓۖ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوس۪ىٰ مِن قَبْلُۖ قَالُواْ سَٰحِرَٰنِ تَظَٰهَرَاۖ وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَۖ ﴿48﴾ قُلْ فَاتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنْ عِندِ اِ۬للَّهِ هُوَ أَهْد۪ىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَۖ ﴿49﴾ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمَ اَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْۖ وَمَنَ اَضَلُّ مِمَّنِ اِ۪تَّبَعَ هَو۪يٰهُ بِغَيْرِ هُدىٗ مِّنَ اَ۬للَّهِۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يَهْدِے اِ۬لْقَوْمَ اَ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿50﴾
۞ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ اُ۬لْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَۖ ﴿51﴾ اَ۬لذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ اُ۬لْكِتَٰبَ مِن قَبْلِهِۦ هُم بِهِۦ يُومِنُونَۖ ﴿52﴾ وَإِذَا يُتْل۪ىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ اُ۬لْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِۦ مُسْلِمِينَۖ ﴿53﴾ أُوْلَٰٓئِكَ يُوتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ اِ۬لسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَۖ ﴿54﴾ وَإِذَا سَمِعُواْ اُ۬للَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَٰلُنَا وَلَكُمُۥٓ أَعْمَٰلُكُمْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِے اِ۬لْجَٰهِلِينَۖ ﴿55﴾ إِنَّكَ لَا تَهْدِے مَنَ اَحْبَبْتَۖ وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ يَهْدِے مَنْ يَّشَآءُۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَۖ ﴿56﴾ وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ اِ۬لْهُد۪ىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنَ اَرْضِنَآۖ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً اٰمِناٗ تُجْب۪ىٰٓ إِلَيْهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَےْءٖ رِّزْقاٗ مِّن لَّدُنَّاۖ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَۖ ﴿57﴾ وَكَمَ اَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةِۢ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلْكَ مَسَٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنۢ بَعْدِهِمُۥٓ إِلَّا قَلِيلاٗ وَكُنَّا نَحْنُ اُ۬لْوَٰرِثِينَۖ ﴿58﴾ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ اَ۬لْقُر۪ىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِےٓ أُمِّهَا رَسُولاٗ يَتْلُواْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتِنَاۖ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِے اِ۬لْقُر۪ىٰٓ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَٰلِمُونَۖ ﴿59﴾ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَےْءٖ فَمَتَٰعُ اُ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا وَزِينَتُهَاۖ وَمَا عِندَ اَ۬للَّهِ خَيْرٞ وَأَبْق۪ىٰٓۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَۖ ﴿60﴾ أَفَمَنْ وَّعَدْنَٰهُ وَعْداً حَسَناٗ فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَٰهُ مَتَٰعَ اَ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ مِنَ اَ۬لْمُحْضَرِينَۖ ﴿61﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِيَ اَ۬لذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَۖ ﴿62﴾
۞ قَالَ اَ۬لذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ اُ۬لْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ اِ۬لذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَٰهُمْ كَمَا غَوَيْنَاۖ تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَۖ مَا كَانُوٓاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَۖ ﴿63﴾ وَقِيلَ اَ۟دْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ اُ۬لْعَذَابَ لَوَ اَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَۖ ﴿64﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ اُ۬لْمُرْسَلِينَۖ ﴿65﴾ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ اُ۬لَانۢبَآءُ يَوْمَئِذٖ فَهُمْ لَا يَتَسَآءَلُونَۖ ﴿66﴾ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحاٗ فَعَس۪ىٰٓ أَنْ يَّكُونَ مِنَ اَ۬لْمُفْلِحِينَۖ ﴿67﴾ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُۖ مَا كَانَ لَهُمُ اُ۬لْخِيَرَةُۖ سُبْحَٰنَ اَ۬للَّهِ وَتَعَٰل۪ىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَۖ ﴿68﴾ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَۖ ﴿69﴾ وَهُوَ اَ۬للَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ اُ۬لْحَمْدُ فِے اِ۬لُاول۪ىٰ وَالَاخِرَةِۖ وَلَهُ اُ۬لْحُكْمُۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَۖ ﴿70﴾ قُلَ اَرَٰٓيْتُمُۥٓ إِن جَعَلَ اَ۬للَّهُ عَلَيْكُمُ اُ۬ليْلَ سَرْمَداً اِلَىٰ يَوْمِ اِ۬لْقِيَٰمَةِ مَنِ اِلَٰهٌ غَيْرُ اُ۬للَّهِ يَاتِيكُم بِضِيَآءٍۖ اَفَلَا تَسْمَعُونَۖ ﴿71﴾ قُلَ اَرَٰٓيْتُمُۥٓ إِن جَعَلَ اَ۬للَّهُ عَلَيْكُمُ اُ۬لنَّهَارَ سَرْمَداً اِلَىٰ يَوْمِ اِ۬لْقِيَٰمَةِ مَنِ اِلَٰهٌ غَيْرُ اُ۬للَّهِ يَاتِيكُم بِلَيْلٖ تَسْكُنُونَ فِيهِۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَۖ ﴿72﴾ وَمِن رَّحْمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ اُ۬ليْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَۖ ﴿73﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِيَ اَ۬لذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَۖ ﴿74﴾ وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيداٗ فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَٰنَكُمْ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ اَ۬لْحَقَّ لِلهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَۖ ﴿75﴾
۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوس۪ىٰ فَبَغ۪ىٰ عَلَيْهِمْۖ وَءَاتَيْنَٰهُ مِنَ اَ۬لْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِے اِ۬لْقُوَّةِۖ إِذْ قَالَ لَهُۥ قَوْمُهُۥ لَا تَفْرَحِ اِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ اُ۬لْفَرِحِينَۖ ﴿76﴾ وَابْتَغِ فِيمَآ ءَات۪يٰكَ اَ۬للَّهُ اُ۬لدَّارَ اَ۬لَاخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ اَ۬لدُّنْي۪اۖ وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اَ۬للَّهُ إِلَيْكَۖ وَلَا تَبْغِ اِ۬لْفَسَادَ فِے اِ۬لَارْضِۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ اُ۬لْمُفْسِدِينَۖ ﴿77﴾ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيَۖ أَوَلَمْ يَعْلَمَ اَنَّ اَ۬للَّهَ قَدَ اَهْلَكَ مِن قَبْلِهِۦ مِنَ اَ۬لْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةٗ وَأَكْثَرُ جَمْعاٗۖ وَلَا يُسْـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ اُ۬لْمُجْرِمُونَۖ ﴿78﴾ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ فِے زِينَتِهِۦۖ قَالَ اَ۬لذِينَ يُرِيدُونَ اَ۬لْحَيَوٰةَ اَ۬لدُّنْي۪ا يَٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖۖ ﴿79﴾ وَقَالَ اَ۬لذِينَ أُوتُواْ اُ۬لْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اُ۬للَّهِ خَيْرٞ لِّمَنَ اٰمَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحاٗۖ وَلَا يُلَقّ۪يٰهَآ إِلَّا اَ۬لصَّٰبِرُونَۖ ﴿80﴾ فَخَسَفْنَا بِهِۦ وَبِد۪ارِهِ اِ۬لَارْضَۖ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ اِ۬للَّهِۖ وَمَا كَانَ مِنَ اَ۬لْمُنتَصِرِينَۖ ﴿81﴾ وَأَصْبَحَ اَ۬لذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُۥ بِالَامْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اَ۬للَّهَ يَبْسُطُ اُ۬لرِّزْقَ لِمَنْ يَّشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ وَيَقْدِرُۖ لَوْلَآ أَن مَّنَّ اَ۬للَّهُ عَلَيْنَا لَخُسِفَ بِنَاۖ وَيْكَأَنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ اُ۬لْكَٰفِرُونَۖ ﴿82﴾
۞ تِلْكَ اَ۬لدَّارُ اُ۬لَاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاٗ فِے اِ۬لَارْضِ وَلَا فَسَاداٗۖ وَالْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَۖ ﴿83﴾ مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيْرٞ مِّنْهَاۖ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى اَ۬لذِينَ عَمِلُواْ اُ۬لسَّيِّـَٔاتِ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَۖ ﴿84﴾ إِنَّ اَ۬لذِے فَرَضَ عَلَيْكَ اَ۬لْقُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۖ قُل رَّبِّيَ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُد۪ىٰ وَمَنْ هُوَ فِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٖۖ ﴿85﴾ وَمَا كُنتَ تَرْجُوٓاْ أَنْ يُّلْق۪ىٰٓ إِلَيْكَ اَ۬لْكِتَٰبُ إِلَّا رَحْمَةٗ مِّن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراٗ لِّلْكٰ۪فِرِينَۖ ﴿86﴾ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنَ اٰيَٰتِ اِ۬للَّهِ بَعْدَ إِذُ ا۟نزِلَتِ اِلَيْكَۖ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ اَ۬لْمُشْرِكِينَۖ ﴿87﴾ وَلَا تَدْعُ مَعَ اَ۬للَّهِ إِلَٰهاً اٰخَرَۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ كُلُّ شَےْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُۥۖ لَهُ اُ۬لْحُكْمُۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَۖ ﴿88﴾
۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ اِ۬لْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلَ اَدُلُّكُمْ عَلَىٰٓ أَهْلِ بَيْتٖ يَكْفُلُونَهُۥ لَكُمْ وَهُمْ لَهُۥ نَٰصِحُونَۖ ﴿11﴾ فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَےْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اَ۬للَّهِ حَقّٞۖ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَۖ ﴿12﴾ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَاسْتَو۪ىٰٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْماٗ وَعِلْماٗۖ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِے اِ۬لْمُحْسِنِينَۖ ﴿13﴾ وَدَخَلَ اَ۬لْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٖ مِّنَ اَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَٰنِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِۦۖ فَاسْتَغَٰثَهُ اُ۬لذِے مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى اَ۬لذِے مِنْ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوس۪ىٰ فَقَض۪ىٰ عَلَيْهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ اِ۬لشَّيْطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞۖ ﴿14﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّے ظَلَمْتُ نَفْسِے فَاغْفِرْ لِےۖ فَغَفَرَ لَهُۥٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لْغَفُورُ اُ۬لرَّحِيمُۖ ﴿15﴾ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنَ اَكُونَ ظَهِيراٗ لِّلْمُجْرِمِينَۖ ﴿16﴾ فَأَصْبَحَ فِے اِ۬لْمَدِينَةِ خَآئِفاٗ يَتَرَقَّبُ فَإِذَا اَ۬لذِے اِ۪سْتَنصَرَهُۥ بِالَامْسِ يَسْتَصْرِخُهُۥۖ قَالَ لَهُۥ مُوس۪ىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِيّٞ مُّبِينٞۖ ﴿17﴾ فَلَمَّآ أَنَ اَرَادَ أَنْ يَّبْطِشَ بِالذِے هُوَ عَدُوّٞ لَّهُمَا قَالَ يَٰمُوس۪ىٰٓ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِے كَمَا قَتَلْتَ نَفْساَۢ بِالَامْسِۖ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّاراٗ فِے اِ۬لَارْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ اَ۬لْمُصْلِحِينَۖ ﴿18﴾ وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنَ اَقْصَا اَ۬لْمَدِينَةِ يَسْع۪ىٰۖ قَالَ يَٰمُوس۪ىٰٓ إِنَّ اَ۬لْمَلَأَ يَاتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجِ اِنِّے لَكَ مِنَ اَ۬لنَّٰصِحِينَۖ ﴿19﴾ فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاٗ يَتَرَقَّبُۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِے مِنَ اَ۬لْقَوْمِ اِ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿20﴾
۞ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَس۪ىٰ رَبِّيَ أَنْ يَّهْدِيَنِے سَوَآءَ اَ۬لسَّبِيلِۖ ﴿21﴾ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةٗ مِّنَ اَ۬لنَّاسِ يَسْقُونَ ﴿22﴾ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ اُ۪مْرَأَتَيْنِ تَذُودَٰنِۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسْقِے حَتَّىٰ يُصْدِرَ اَ۬لرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٞ كَبِيرٞۖ ﴿23﴾ فَسَق۪ىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلّ۪ىٰٓ إِلَى اَ۬لظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّے لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٖ فَقِيرٞۖ ﴿24﴾ فَجَآءَتْهُ إِحْد۪يٰهُمَا تَمْشِے عَلَى اَ۪سْتِحْيَآءٖۖ قَالَتِ اِنَّ أَبِے يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَاۖ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيْهِ اِ۬لْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ اَ۬لْقَوْمِ اِ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿25﴾ قَالَتِ اِحْد۪يٰهُمَا يَٰٓأَبَتِ اِ۪سْتَٰجِرْهُۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اِ۪سْتَٰجَرْتَ اَ۬لْقَوِيُّ اُ۬لَامِينُۖ ﴿26﴾ قَالَ إِنِّيَ أُرِيدُ أَنُ ا۟نكِحَكَ إِحْدَى اَ۪بْنَتَيَّ هَٰتَيْنِ عَلَىٰٓ أَن تَاجُرَنِے ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ فَإِنَ اَتْمَمْتَ عَشْراٗ فَمِنْ عِندِكَۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنَ اَشُقَّ عَلَيْكَۖ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اَ۬للَّهُ مِنَ اَ۬لصَّٰلِحِينَۖ ﴿27﴾ قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِے وَبَيْنَكَۖ أَيَّمَا اَ۬لَاجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَٰنَ عَلَيَّۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞۖ ﴿28﴾
۞ فَلَمَّا قَض۪ىٰ مُوسَى اَ۬لَاجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ اِ۬لطُّورِ نَاراٗۖ قَالَ لِأَهْلِهِ اِ۟مْكُثُوٓاْ إِنِّيَ ءَانَسْتُ نَاراٗ لَّعَلِّيَ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ اَوْ جِذْوَةٖ مِّنَ اَ۬لنّ۪ارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَۖ ﴿29﴾ فَلَمَّآ أَت۪يٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِےِٕ اِ۬لْوَادِ اِ۬لَايْمَنِ فِے اِ۬لْبُقْعَةِ اِ۬لْمُبَٰرَكَةِ مِنَ اَ۬لشَّجَرَةِ أَنْ يَّٰمُوس۪ىٰٓ إِنِّيَ أَنَا اَ۬للَّهُ رَبُّ اُ۬لْعَٰلَمِينَ ﴿30﴾ وَأَنَ اَلْقِ عَصَاكَۖ فَلَمَّا ر۪ء۪اهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلّ۪ىٰ مُدْبِراٗ وَلَمْ يُعَقِّبْۖ يَٰمُوس۪ىٰٓ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفِۖ اِنَّكَ مِنَ اَ۬لَامِنِينَۖ ﴿31﴾ اَ۟سْلُكْ يَدَكَ فِے جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوٓءٖۖ وَاضْمُمِ اِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ اَ۬لرَّهَبِۖ فَذَٰنِكَ بُرْهَٰنَٰنِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۖ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماٗ فَٰسِقِينَۖ ﴿32﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّے قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساٗ فَأَخَافُ أَنْ يَّقْتُلُونِ ﴿33﴾ وَأَخِے هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّے لِسَاناٗ فَأَرْسِلْهُ مَعِے رِداٗ يُصَدِّقْنِےٓۖ إِنِّيَ أَخَافُ أَنْ يُّكَذِّبُونِۦۖ ﴿34﴾ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَٰناٗ فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ أَنتُمَا وَمَنِ اِ۪تَّبَعَكُمَا اَ۬لْغَٰلِبُونَۖ ﴿35﴾ فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوس۪ىٰ بِـَٔايَٰتِنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّا سِحْرٞ مُّفْتَرىٗ وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِےٓ ءَابَآئِنَا اَ۬لَاوَّلِينَۖ ﴿36﴾ وَقَالَ مُوس۪ىٰ رَبِّيَ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِالْهُد۪ىٰ مِنْ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ اُ۬لدّ۪ارِۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ اُ۬لظَّٰلِمُونَۖ ﴿37﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنِ اِلَٰهٍ غَيْرِے فَأَوْقِدْ لِے يَٰهَامَٰنُ عَلَى اَ۬لطِّينِ فَاجْعَل لِّے صَرْحاٗ لَّعَلِّيَ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوس۪ىٰ وَإِنِّے لَأَظُنُّهُۥ مِنَ اَ۬لْكَٰذِبِينَۖ ﴿38﴾
۞ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِے اِ۬لَارْضِ بِغَيْرِ اِ۬لْحَقِّ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمُۥٓ إِلَيْنَا لَا يَرْجِعُونَۖ ﴿39﴾ فَأَخَذْنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذْنَٰهُمْ فِے اِ۬لْيَمِّۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ اُ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿40﴾ وَجَعَلْنَٰهُمُۥٓ أَئِمَّةٗ يَدْعُونَ إِلَى اَ۬لنّ۪ارِۖ وَيَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ لَا يُنصَرُونَۖ ﴿41﴾ وَأَتْبَعْنَٰهُمْ فِے هَٰذِهِ اِ۬لدُّنْي۪ا لَعْنَةٗۖ وَيَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ اَ۬لْمَقْبُوحِينَۖ ﴿42﴾ وَلَقَدَ اٰتَيْنَا مُوسَى اَ۬لْكِتَٰبَ مِنۢ بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا اَ۬لْقُرُونَ اَ۬لُاول۪ىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىٗ وَرَحْمَةٗ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَۖ ﴿43﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ اِ۬لْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى اَ۬لَامْرَۖ وَمَا كُنتَ مِنَ اَ۬لشَّٰهِدِينَۖ ﴿44﴾ وَلَٰكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناٗ فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ اُ۬لْعُمُرُۖ وَمَا كُنتَ ثَاوِياٗ فِےٓ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتِنَاۖ وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَۖ ﴿45﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ اِ۬لطُّورِ إِذْ نَادَيْنَاۖ وَلَٰكِن رَّحْمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماٗ مَّآ أَت۪يٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَۖ ﴿46﴾ وَلَوْلَآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتَ اَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلَآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاٗ فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ اَ۬لْمُومِنِينَۖ ﴿47﴾ فَلَمَّا جَآءَهُمُ اُ۬لْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلَآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوس۪ىٰٓۖ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوس۪ىٰ مِن قَبْلُۖ قَالُواْ سَٰحِرَٰنِ تَظَٰهَرَاۖ وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَۖ ﴿48﴾ قُلْ فَاتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنْ عِندِ اِ۬للَّهِ هُوَ أَهْد۪ىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَۖ ﴿49﴾ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمَ اَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْۖ وَمَنَ اَضَلُّ مِمَّنِ اِ۪تَّبَعَ هَو۪يٰهُ بِغَيْرِ هُدىٗ مِّنَ اَ۬للَّهِۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يَهْدِے اِ۬لْقَوْمَ اَ۬لظَّٰلِمِينَۖ ﴿50﴾
۞ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ اُ۬لْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَۖ ﴿51﴾ اَ۬لذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ اُ۬لْكِتَٰبَ مِن قَبْلِهِۦ هُم بِهِۦ يُومِنُونَۖ ﴿52﴾ وَإِذَا يُتْل۪ىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ اُ۬لْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِۦ مُسْلِمِينَۖ ﴿53﴾ أُوْلَٰٓئِكَ يُوتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ اِ۬لسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَۖ ﴿54﴾ وَإِذَا سَمِعُواْ اُ۬للَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَٰلُنَا وَلَكُمُۥٓ أَعْمَٰلُكُمْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِے اِ۬لْجَٰهِلِينَۖ ﴿55﴾ إِنَّكَ لَا تَهْدِے مَنَ اَحْبَبْتَۖ وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ يَهْدِے مَنْ يَّشَآءُۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَۖ ﴿56﴾ وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ اِ۬لْهُد۪ىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنَ اَرْضِنَآۖ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً اٰمِناٗ تُجْب۪ىٰٓ إِلَيْهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَےْءٖ رِّزْقاٗ مِّن لَّدُنَّاۖ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَۖ ﴿57﴾ وَكَمَ اَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةِۢ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلْكَ مَسَٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنۢ بَعْدِهِمُۥٓ إِلَّا قَلِيلاٗ وَكُنَّا نَحْنُ اُ۬لْوَٰرِثِينَۖ ﴿58﴾ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ اَ۬لْقُر۪ىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِےٓ أُمِّهَا رَسُولاٗ يَتْلُواْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتِنَاۖ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِے اِ۬لْقُر۪ىٰٓ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَٰلِمُونَۖ ﴿59﴾ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَےْءٖ فَمَتَٰعُ اُ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا وَزِينَتُهَاۖ وَمَا عِندَ اَ۬للَّهِ خَيْرٞ وَأَبْق۪ىٰٓۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَۖ ﴿60﴾ أَفَمَنْ وَّعَدْنَٰهُ وَعْداً حَسَناٗ فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَٰهُ مَتَٰعَ اَ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ مِنَ اَ۬لْمُحْضَرِينَۖ ﴿61﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِيَ اَ۬لذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَۖ ﴿62﴾
۞ قَالَ اَ۬لذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ اُ۬لْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ اِ۬لذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَٰهُمْ كَمَا غَوَيْنَاۖ تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَۖ مَا كَانُوٓاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَۖ ﴿63﴾ وَقِيلَ اَ۟دْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ اُ۬لْعَذَابَ لَوَ اَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَۖ ﴿64﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ اُ۬لْمُرْسَلِينَۖ ﴿65﴾ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ اُ۬لَانۢبَآءُ يَوْمَئِذٖ فَهُمْ لَا يَتَسَآءَلُونَۖ ﴿66﴾ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحاٗ فَعَس۪ىٰٓ أَنْ يَّكُونَ مِنَ اَ۬لْمُفْلِحِينَۖ ﴿67﴾ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُۖ مَا كَانَ لَهُمُ اُ۬لْخِيَرَةُۖ سُبْحَٰنَ اَ۬للَّهِ وَتَعَٰل۪ىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَۖ ﴿68﴾ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَۖ ﴿69﴾ وَهُوَ اَ۬للَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ اُ۬لْحَمْدُ فِے اِ۬لُاول۪ىٰ وَالَاخِرَةِۖ وَلَهُ اُ۬لْحُكْمُۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَۖ ﴿70﴾ قُلَ اَرَٰٓيْتُمُۥٓ إِن جَعَلَ اَ۬للَّهُ عَلَيْكُمُ اُ۬ليْلَ سَرْمَداً اِلَىٰ يَوْمِ اِ۬لْقِيَٰمَةِ مَنِ اِلَٰهٌ غَيْرُ اُ۬للَّهِ يَاتِيكُم بِضِيَآءٍۖ اَفَلَا تَسْمَعُونَۖ ﴿71﴾ قُلَ اَرَٰٓيْتُمُۥٓ إِن جَعَلَ اَ۬للَّهُ عَلَيْكُمُ اُ۬لنَّهَارَ سَرْمَداً اِلَىٰ يَوْمِ اِ۬لْقِيَٰمَةِ مَنِ اِلَٰهٌ غَيْرُ اُ۬للَّهِ يَاتِيكُم بِلَيْلٖ تَسْكُنُونَ فِيهِۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَۖ ﴿72﴾ وَمِن رَّحْمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ اُ۬ليْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَۖ ﴿73﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِيَ اَ۬لذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَۖ ﴿74﴾ وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيداٗ فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَٰنَكُمْ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ اَ۬لْحَقَّ لِلهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَۖ ﴿75﴾
۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوس۪ىٰ فَبَغ۪ىٰ عَلَيْهِمْۖ وَءَاتَيْنَٰهُ مِنَ اَ۬لْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِے اِ۬لْقُوَّةِۖ إِذْ قَالَ لَهُۥ قَوْمُهُۥ لَا تَفْرَحِ اِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ اُ۬لْفَرِحِينَۖ ﴿76﴾ وَابْتَغِ فِيمَآ ءَات۪يٰكَ اَ۬للَّهُ اُ۬لدَّارَ اَ۬لَاخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ اَ۬لدُّنْي۪اۖ وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اَ۬للَّهُ إِلَيْكَۖ وَلَا تَبْغِ اِ۬لْفَسَادَ فِے اِ۬لَارْضِۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ اُ۬لْمُفْسِدِينَۖ ﴿77﴾ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيَۖ أَوَلَمْ يَعْلَمَ اَنَّ اَ۬للَّهَ قَدَ اَهْلَكَ مِن قَبْلِهِۦ مِنَ اَ۬لْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةٗ وَأَكْثَرُ جَمْعاٗۖ وَلَا يُسْـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ اُ۬لْمُجْرِمُونَۖ ﴿78﴾ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ فِے زِينَتِهِۦۖ قَالَ اَ۬لذِينَ يُرِيدُونَ اَ۬لْحَيَوٰةَ اَ۬لدُّنْي۪ا يَٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖۖ ﴿79﴾ وَقَالَ اَ۬لذِينَ أُوتُواْ اُ۬لْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اُ۬للَّهِ خَيْرٞ لِّمَنَ اٰمَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحاٗۖ وَلَا يُلَقّ۪يٰهَآ إِلَّا اَ۬لصَّٰبِرُونَۖ ﴿80﴾ فَخَسَفْنَا بِهِۦ وَبِد۪ارِهِ اِ۬لَارْضَۖ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ اِ۬للَّهِۖ وَمَا كَانَ مِنَ اَ۬لْمُنتَصِرِينَۖ ﴿81﴾ وَأَصْبَحَ اَ۬لذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُۥ بِالَامْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اَ۬للَّهَ يَبْسُطُ اُ۬لرِّزْقَ لِمَنْ يَّشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ وَيَقْدِرُۖ لَوْلَآ أَن مَّنَّ اَ۬للَّهُ عَلَيْنَا لَخُسِفَ بِنَاۖ وَيْكَأَنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ اُ۬لْكَٰفِرُونَۖ ﴿82﴾
۞ تِلْكَ اَ۬لدَّارُ اُ۬لَاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاٗ فِے اِ۬لَارْضِ وَلَا فَسَاداٗۖ وَالْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَۖ ﴿83﴾ مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيْرٞ مِّنْهَاۖ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى اَ۬لذِينَ عَمِلُواْ اُ۬لسَّيِّـَٔاتِ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَۖ ﴿84﴾ إِنَّ اَ۬لذِے فَرَضَ عَلَيْكَ اَ۬لْقُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۖ قُل رَّبِّيَ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُد۪ىٰ وَمَنْ هُوَ فِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٖۖ ﴿85﴾ وَمَا كُنتَ تَرْجُوٓاْ أَنْ يُّلْق۪ىٰٓ إِلَيْكَ اَ۬لْكِتَٰبُ إِلَّا رَحْمَةٗ مِّن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراٗ لِّلْكٰ۪فِرِينَۖ ﴿86﴾ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنَ اٰيَٰتِ اِ۬للَّهِ بَعْدَ إِذُ ا۟نزِلَتِ اِلَيْكَۖ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ اَ۬لْمُشْرِكِينَۖ ﴿87﴾ وَلَا تَدْعُ مَعَ اَ۬للَّهِ إِلَٰهاً اٰخَرَۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ كُلُّ شَےْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُۥۖ لَهُ اُ۬لْحُكْمُۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَۖ ﴿88﴾